::!!:: فن الخاطرة ::!!:: ( طريقة كتابتها )

* بسم الله الرحمن الرحيم *

* تحية .. وأرقى التعابير نطلقها مرفرفة فى سماء منتدى الخواطر والقصيدة الحرة لتظلنا وإياكم بظل يريح النفس ويثير شغفها إلى ماهو بديع وتطلق ألحاناً كأرقى المعزوفات لتكبح ما يتأجج فى النفوس وتجتث الأحقاد من مكمنها فى أعماق الأنفس إجتثاثاً *

:: فن كتابة الخواطر ::

** ما الخاطرة إلا عبارات مُستقرها الأفئدة ومُستودعها الأسطر ، تنفرط كحبات العقد فى لحظة صفاء تنتاب الإنسان عندما يحتاج إلى أن يكشف الحجب ويزيل الأستار عما يعتريه من مشاعر قد تختلف نواياها ويتباين سلوكها لذا يجب على كل من يرنو ويتفكر فى هذا الأمر أن يدرك تمام الإدراك ويتبين بيان المتيقن حقيقة المشاعر التى تجتاحه حتى تتراءى لوحة أبدعها فنان ووضع فيها إحساساً خلاباً ، أما إن كانت مجرد عبوث شاب أو عنفوان فترة تمر سِنة قصيرة فلربما أصبحت اللوحة نتاج ريشة لا تحمل معانى النقاء **

:: أنواع الخواطر ::

** الخواطر كما ذكرنا - وبتعابير أبسط - هى عبارات يخطها القلم تعبر عما فى الأعماق ، وبكل تأكيد تختلف الضمائر إختلافاً جوهرياً من شخص لآخر لذا لا يحق لنا أن نوجز أنواع الخواطر فى بعض مما نراه نحن مناسباً ! فلربما ترى شيئاً عجيباً يعتبره غيرك من البديهيات ولا يحتاج لتقطيب الحاجبين إلا أننا يمكن أن نشرح وبالتفصيل أنواعاً محددة من الخواطر الأكثر انتشاراً بين الشباب **

1- الخواطر الرومانسيــــــة .

2- البكاء على فراق شخـص عزيز .

3- قصة بين إطار خاطـــــرة .

4- الإعلان عن لحظة حزن لسبب ما .

** ليست هذه كل الأنواع .. لكنها التى تنتشر بين جنبات المنتدى أكثر من غيرها وستنتاول كل نوع بالتفصيل **

:: مكونات الخاطرة ::

** البداية : ويفضل أن تكون من سطرين .. وتحمل أفضل الألفاظ المنتقاة لتشجيع القارئ على المتابعة **

** الذروة : أو يجوز تسميتها فكرة الخاطرة والتشبيهات المبنية عليها .. والأسس التى اتبعها الكاتب لكى تتضح الصورة **

** النهاية : وهى انتهاء الحديث بتفسير لكل ماسبق ذكره أو بجملة ذات معانى وتعبيرات أقوى من سابقاتها لتوضيح ثبوت الإحساس أو تغيره أثناء استرجاع العبارات **

:: كيف تبدأ فى كتابة خاطرة ::

** لا يفضل ألا تكتب طالما أنك لا تجد دافعاً .. فإن وجد فيفضل أن تسأل نفسك هذه الأسئلة ! ما ذاك الشعور ؟ - ما العنوان المناسب ؟ كيف ستكون البداية ؟ .. أما السؤال الأول فغرضه معرفة نوع الخاطرة التى ستكتبها والثانى لأن العنوان يقدم لك الاسترسال المطلوب (( إن كان معبراً )) والأخير - وهو الأصعب - إن أتقنت إجابته يصبح الباقى سهلاً **

* لنبدأ الآن بالخواطر الرومانسية *

** مميزاتها وخصائصها : تتميز الخواطر الرومانسية بألفاظ عذبة رقيقة يجب على الكاتب اختيارها بعناية وحرص بالغين كما يجب تجنب الألفاظ ذات المعانى الضحلة والتى لا تتناسب إطلاقاً مع خاطرة رومانسية وما أكثر تلك التعبيرات .. أما خصائصها فهى خالية من الغموض والتعقيد ، قادرة على جذب القارئ وامتلاك وجدانه ، ذات عبارات ليست بالطويلة لكى لا يشعر من يطلع عليها أنها مجرد قصة .. ها نحن الآن نصل إلى طريقة كتابة خاطرة رومانسية **

* فى البداية يجب عليك أن تتجنب تماماً إختلاق شخصية وهمية تتحدث إليها (( وكما هى العادة تكون حبيبتك أو يكون حبيبك )) لكن عبر عنها - أو عبرى عنه - بلفظ رنان من وحى خيالك وما تشعر به نحوها فذاك يجعل القارئ يتشوق لمعرفة كيف ستنهى حديثك عن ذلك الشخص الذى ملك عليك أمرك .. كما يجب عليك محاولة استخدام نهايات متفقة فى أواخر الجمل وليس هذا فقط بل يفضل أن تكون تلك النهايات ذات جرس موسيقى يؤثر على القارئ وهو يتدبر ماكتبته فلا يجوز استخدام نهاية ذات صفير مثل حرف السين حيث لا يتوافق مع العبارات الرومانسية بأى حال من الأحوال *

* إليكم الآن نموذجاً من الخواطر الرومانسية *

* عبوث فنان *

* فكأنه الفنان يعرض عابثاً :: آياته (( قدام )) من يتعلم *

* انطلقت ريشته تخط الخطوط .. تصور البشر والقنوط .. أصبح ماتخطه الريشة كذيل نيزك انطلق بلا رادع .. أصبحت ذات طول فارع .. أصبحت ملك فنان بارع .. أصبحت كفتى يافع !! *

* ومزجت الألوان *

* أرى خليطاً عجيباً .. عبرات تسيل وتقطر تقطيراً .. ترى أتعبر عن سرور يجتاح النفس اجتياحاً .. أم تجتث النفس اجتثاثاً .. إننى أرى أمامى ألواناً .. لكننى لم أكن أرى سوى رساماً !! *

* تتخبط الريشة تخبط السكران .. ترى أتصدق أم تروج لبهتان .. أنى لى أن أدرك الخصيصتان .. لكى لا أضيع فى النسيان .. لعمرى لم أحس مثل ذلك الحنان .. ليت شعرى أى حنان تقصدان ؟! *

* واستمر مزج الألوان *

* أرى قصة عشق تصور حدوث المحال .. كما يتراءى خادعاً لمع آل .. لا أظنه كخداع الجبال .. أو تسطح التلال .. إنما الأمر أكبر من مجرد حال .. ولا تحصيه خزائن الأموال *

* نار شمس اخترقت الظلال .. فرقت قلبين .. كسفح ونجم عال .. دمرت مهجتين .. كحقيقة أمر وجدال .. أوجعت أليفين .. ارتفعت لهما سيوف الرجال *

* واستمر عبوث الألوان *

* أخطأ الفنان حيث ذكر قدام .. كرمح انطلق من قوس رام .. لم يصب هدفه بل أقام .. مسرحاً للعبوث وانحناء الهام .. جعل حديث العابثين موطناً يعثوا فيه قائدوا الأنعام .. بل ويرفضون القيام *

* أخطأ الفنان حين جعل ريشته تصور مالا يجوز لها أن تصوره .. أخطأ حين راقب الشهاب أثناء رحلته .. أخطا حين رأى قلبين منكسرين قد اجتمعا .. وهاقد دفع الثمن وانفض المجلس *

** الشرح المفصل لفكرة الخاطرة ومطابقتها مع التعليمات السابقة **

** بداية يجب عليك أن تعلم فكرة الخاطرة .. وتتمثل هنا فى رسام يحاول أن يبدع لوحة تصور الحب الحقيقى ، ويبدأ الفنان بداية رائعة لكنه يفشل فى النهاية وسنذكر كيف وصلت النهاية إلى هذا الطريق . العنوان يجب أن يحمل بين طياته تناقضين .. الأول هو نجاحه فى رسم اللوحة والثانى هو فشله لذا فضلت أن يكون العنوان (( عبوث فنان )) لأن العبوث لا يأتى دائماً بمعنى الخطأ التام بل يخرج نتائجاً رائعة فى بعض من الأحيان لكن كلمة العبوث تميل فى نظر الكثير من الناس إلى ضفة الفشل لذا جاءت مناسبة لنهاية الخاطرة وهى فشل الرسام فى تصوير اللوحة ! **

** بيت الشعر فى البداية له دلالة سنستوضحها أثناء الشرح .. لكن دعونا نبدأ مع المقدمة التى نرى أول كلماتها (( انطلقت )) المناسبة تماماً لحال (( العبوث )) لأن الشخص العابث يميل دائماً إلى المخاطرة والاندفاع لذا جاءت الكلمة مناسبة للسياق ومن ثم نرى كلمة (( ريشته )) وعلى الجميع أن يلاحظ هنا عدم تكرار كلمة (( الفنان )) فقد يقول أحدهم (( انطلقت ريشة الفنان .. )) وهذا لا يجوز بتاتاً فكلمة الفنان ذكرت فى بيت الشعر ببداية الخاطرة وبالتالى يجب أن نعوض عنها بضمير يحل محلها .. ثم نرى النهاية بحرف (( الطاء )) ذو الرنة اليائسة بعض الشئ ! وذلك لأن الفنان لم يكن واثقاً من قدرته على إكمال اللوحة ونحن هاهنا نرى التناقض بين (( البشر = السعادة و القنوط = الحزن واليأس )) كما أتت كلمة الخطوط فى البداية مناسبة تماماً للسياق لأن الرسام فى بداية لوحته لا يكون صورة واضحة المعالم بل هى مجرد خطوط تتحد لتكوين الصورة النهائية ! وهذا رد على من قد يسأل هذا السؤال : كيف تقول أنها خطوطاً وهو يرسم ولا يكتب ؟! **

** (( أصبح ماتخطه الريشة كذيل نيزك انطلق بلا رادع )) .. ربما من يقرأ تلك العبارة سيظن بأن أخطاء كثيرة تجتاحها أو بأنها جاءت لتناسب السجع ليس إلا لكن الحقيقة عكس ذلك ! من يرنو إلى نيزك أثناء تصويره سيلاحظ اهتزازاً طفيفاً فى منطقة الذيل !!!! وهذا مناسب تماماً لحالة الرسام حيث أنه لا يثق فى قدرته على إكمال لوحته لذا تهتز ريشته كاهتزاز ذيل النيزك ! وهنا تأتى المعضلة الأخرى إذ سيقول قائل ولماذا اخترت النيزك خصيصاً ؟! بينما هناك أشياء أخرى يمكنها أن تصور حالة التذبذب النفسى .. الإجابة هنا تتمثل فى الكلمة التى تلى كلمة (( نيزك )) وهى كلمة (( انطلق )) التى توافقت مع سرعة النيزك وبالمقابل توافقت تماماً مع العبارة الأولى وهى (( عبوث فنان )) .. ألم نذكر بأن العبوث يعد من صفات الشخص المندفع ؟! وما أكثر إندفاعاً من نيزك فى ليلة صافية ؟! **

** (( أصبحت ذات طول فارع )) .. شئ مؤكد أن من يقرأ تلك العبارة للمرة الأولى سيندفع من دون تردد يقول : جاءت كلمة فارع لتناسب السجع فقط ! بينما أن ذلك الشخص لم ينتبه على أمر ينبغى ألا يمر أمامه مرور الكرام ! والتفسير بسيط جداً حيث أنه كلما زاد طول الريشة ! كلما قل تحكم الشخص بها وبالتالى جاءت الحالة مناسباً تماماً لحالة التردد التى يعيشها الرسام .. ! (( أصبحت ملك فنان بارع )) .. جاءت تلك العبارة استثارة ذهنية للفقرة التالية حيث أن الفنان يعانى من حالة تردد حقيقة لكنها إلى الآن لم تؤثر على اللوحة ! بل أثرت على وضع الأحاسيس بها وهذا ما سنعرفه عند نهاية الخاطرة .. (( أصبحت كفتى يافع )) .. جاءت دليلاً على استمرار الاندفاع وهذه شيمة الشباب **

** نصل الآن لمرحلة الذروة حيث أصبح الفنان لا يستطيع التحكم بالريشة ! وتبدأ هنا مرحلة الانكسار .. حيث يتمثل ذلك فى عبارة (( تتخبط الريشة تخبط السكران )) .. (( أتصدق أم تروج لبهتان )) تعنى هل ستفلح فى رسم لوحة تصويرية معبرة أم لا .. الفقرة السابقة والتالية تصف فى نفس بحر الذروة ولا تزيد شيئاً فعلياً فى الخاطرة لكننى أترك إليكم اكتشاف مواطن الجمال فيها بأنفسكم .. وأظن القارئ قد وصل الآن لمرحلة تمكنه من معرفة ذلك **

** دعونا نصل للفقرة التى تعتبر الأفضل فى الخاطرة ككل وهى من بداية (( نار شمس اخترقت الظلال .. ارتفعت لهما سيوف الرجال )) وهذه الفكرة أتتنى بطريقة دراماتيكية بعض الشئ وإليكم شرحها المفصل .. هذه الفقرة تخبر القارئ بمحاولات التفريق بين الحبيبين وبالتأكيد لا أحبذ أن تأخذ تلك الفقرة شكلاً واقعياً مثل تدخل الأهل أو ماشابه ! لأننا لا نكتب قصة قصيرة بل نكتب خاطرة هدفها الأول التأثير النفسى لذا بدأت الفقرة بـ (( نار شمس اخترقت الظلال )) .. تلك العبارة تصور مرحلة التفريق بين الأليفين تصويراً دقيقاً عندما تخترق آشعة الشمس الظل وتجعله أكثر سخونة .. (( فرقت قلبين )) .. نتيجة لما سبق .. (( كسفح ونجم عال )) .. لاحظوا جيداً ماحدث هنا !!!! بدأنا بحرف اللام كنهاية للكلمة ! ومن ثم حرف الياء فى نهاية الكلمة التالية مع بيان أنها نتيجة للأولى بينما نتحدث عن طريقة أخرى من طرق التفريق بين القلوب (( دمرت مهجتين )) .. استمرار لنفس السجع المزدوج .. (( كحقيقة أمر وجدال )) .. لبيان طرق التفريق التى ازدادت حدة حيث وصل التناقض الحادث هنا كالتناقض بين الحقيقة والمجادلة .. (( أوجعت أليفين )) .. استمرار للقافية المزدوجة .. (( ارتفعت لهما سيوف الرجال )) .. لبيان التناقض الواضح بين حال المتعاطفين معهما وحال مخربى حبهما **

** وصلنا إلى النهاية .. وهنا نبدأ فى تفسير بيت الشعر أعلاه .. وسبب وضع كلمة (( قدام )) بين قوسين بالرغم من أنها فصحى ولا شائبة فيها .. وذلك لأن الفنان بدأ فى رسم لوحته أمام مجموعة من الناس ! لذا جاءت كلمة قدام مناسبة لكلمة عبوث ! لأنه لم ينتظر إنهاء اللوحة وكأنه واثق تماماً من قدراته .. وعندما فشل فى رسم اللوحة جاءت بقية الفقرة لتعبر عما حدث وأترك لكم التأمل والتدبر لمعرفة المعنى الحقيقى **

** ملاحظة هامة : جمع كلمة هامة : هامات / هام فاخترت هام لأنها مناسبة للنهاية **

** الفقرة الأخيرة وهى نهاية الخاطرة عبرت عن خطأ الفنان لأنه تصور مالا يجوز تصوره ! الفقرة واضحة تماماً ولا غموض فيها إلا كلمة (( شهاب )) .. ترى لماذا ذكرت كلمة شهاب وقد كانت نيزكاً ؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟!؟! الإجابة تحتاج هنا لشخص مميز بالفعل ! وتتمثل الإجابة فى تصرف الفنان !!!! لقد أوقف عملية الرسم وترك الريشة لأنه أخفق ! وقد صورنا الريشة فى البداية بذيل النيزك ! فعندما يترك الفنان الريشة فقد انتهى تصويرنا لذيل النيزك وبالتالى يتحول إلى شهاب !!!! ومن المعروف أن الشهاب لا ذيل له .............................................. (( انتهى )) **

** النوع الثانى من الخواطر وهو التحدث عن فراق شخص عزيز عليك يشبه تماماً فن الخواطر الرومانسية بعباراته الرنانة لكن يفضل استخدام نهايات حزينة تتمثل فى الصفير (( نهاية السين خصوصاً )) **

** النوع الثالث : قصة بين إطار خاطرة **

* إليكم مثال عليها *

:: إنها حكاية .. فلنعتبرها رواية .. كسيمفونية ألفها بيتهوفن .. حفظها الدهر متألقة .. ونساها من ضمهم الدهر ::

:: بالحياة نفسى تدوى .. فى سفينة الأراضين تسرى .. أغوص وتغوص وترتفعى .. فى سفوحى .. وإلى القمة تصعدى .. إننى كالهائم تسمعنى .. صوت غناء يطربنى .. أو كأننى جبل الحياة أطوى .. بين يدى صفحاتى .. لتستمعى إلى ألحان مقطوعتى .. طويت الماضى لأننى .. أنظر إلى حاضرى ومشرقى .. على مستقبل يغضو على غمراتى وأقذائى .. عالم بالأضواء يتبعنى .. ستار أسدل على ظلماتى .. فقد مدت سلسلة حياتى .. ::

:: الألحان من حولى تدوى .. فى ربوع جسدى تسرى .. أهيم وأهيم وتنظرى .. بين جنباتى .. وإلى الملتقى تأملى .. إننى كالألحان أغشى من ينتظرنى .. أو يرنو إلى ويتفكرنى .. كأننى الليل فى ظلمتى .. أو بحراً فى عبابى .. أخفى الفلك ولا أختفى .. أعادت قطع الليل المظلم أستارى .. فهل أعيد عليكم قصتى ؟! ::

:: قصتنا فى موجز سينيمائى ::

:: شهب الحياة انطلقت من مكمنها .. انطلقت إلى حيث قدر لها أن تنطلق .. إنها السماء تطوى بين جناحيها ما لاعين رأت .. ولا أذن سمعت .. لكنك يجب أن تسمع !! ويجب ألا تصم الآذان !! عن حقيقة اقشعرت لها الأبدان .. ادرك الحقيقة أيها الإنسان .. لكى يشار إليك بالبنان .. ويهلل من ليس له لسان .. فقد أزيلت نواميس الأكوان .. ليعلوا صوت الجميع بلا استئذان .. ويشير إلى الشهاب .. اليوم يوم صدق ولا بهتان ::

:: يا أيها الزّارى على شهب الحياة .. قد قلت فيها غير ما تعلم .. مررنا على ربيع يهفو إلى إلفه فذكر لنا شهباً أضاءت السماء فى ليلة قفراء .. لا أضواء فيها .. ولا نقاء .. بالفخر أعلى صوتي .. فى عالم للغبطة يغنّي .. أغوص وأغوص لأعماقي .. فى نفسي .. فى قصة أسمعتني .. كلاماً وماهو بكلام !! إنما در تلألأ بنورى .. علمت ماحدث أثناء غيبتي .. بل وربما فى حضوري ومشاهدتي .. أن شهاباً انطلق بربيع آخر رفيقى .. وسار بين جنبات دروبي .. فرأيت منه ما ألهم خيالي .. وكسر شوكتي وجعلني .. بين يديه أعلن افتخاري .. فهل أعيد عليكم قصتي ؟! ::

** النوع الرابع والأخير : التعبير عن لحظة حزن **

* قادم بقوة !!!!!!!!!!! فقد غربت شمس ذلك اليوم كما غربت على مثله من الأيام !! وانطوى مافى القلب بين صفحات الماضى !! حتى ظننت أنه قد كتب على الحزن طوال عمرى !! *

* شبه الصبى غروب الشمس بروح أبيه التى خرجت مسرعة !! لم تنتظر حتى سماع شهقات الصبى الذى انفطر قلبه حزناً على موته !! حبست الدموع فى مكمنها !! يالهذا الشعور !! لم يستطع البكاء من شدة الحزن !! ترى كيف حدث هذا ؟!! والحزن هو المسبب الأوحد للبكاء !! أغلب الظن بل المحقق أن حزنه وصل لدرجة أصبحت فيها الدموع غير قادرة على الصمود أمام تيار الحزن الجارف !! *

* الحياة المريرة تزحف !! كثعبان ذى سم قاتل !! لا يلبث أن يرأف !! ثم يعود كفاعل للمنكر دوماً وأبداً !! يحيا فى عالم الخوف !! فلابد له أن يتأفأف !! ويحاول أن يحيى غيره فى عالم بالرعب يلتحف !! *

* ثم أصير كأقحوانة باسمة سقاها الندى !! أتى عابث فاقتلعها !! لينهى قصة براءتها !! ويحولها إلى نبتة سامة فقدت مبادئها !! *

* بالكره صوتى يدوى !! فى عالم للأموات يغنى !! أغوض وأغوض لأعماقى !! فى نفسى !! فى قصة كذبتنى !! لأعلم ماحدث أثناء غيبتى !! بل وربما فى حضورى ومشاهدتى !! إننى كالأصم تسمعنى !! صوت غناء لا يطربنى !! أو كأننى أعمى !! أحتاج إلى من يقودنى !! فى عالم بالظلمات يتبعنى !! هل أعيش فى وحدتى !! مع صوت بالطنين يزعجنى !! أم مع الحزن يترصدنى !! إلى الموت يسوقنى !! أم إلى نار تلتهمنى !! أخبر الجميع بقصتى !! فلا تأبه إلى سوى ذكريات حزنى !! هل أصبحت وحيداً ؟!! أم أمسيت وسهم الكآبة فى طريقه لنحرى ؟!!! *

* قد كنت يوماً أسير فوق صخرة صماء !! أرى بعين الشفق الأحمر كيف يبدو النماء !! سرت والشقاء !! بل وربما الحياء !! نفسى وعينى كلاهما سواء !! الاثنين قد كرها البقاء !! فى عالم لا يعرف القضاء !! إلا قضاء رب الأحياء !! *

* قد كنت يوماً أسير فوق صخرة صماء !! أدقق فى العيون السوداء !! وربما كانت الخضراء !! أبحث عمن يقبل صفقة الفناء !! لكى أرتاح من البقاء !! كانت فى نفسى كالغيداء !! ينظرون إليها بعين الرثاء !! إنها فرعاء !! ولم أجد من يقبل الغيداء !! *

:: مهارات أساسية ::

** ترى كيف يخطئ كاتب الخواطر إملائياً ؟! ترى كيف لا يعلم الكثير عن الاستعارات ؟! لذا سنبدأ فى تلك الفقرة التدريب على بعض المهارات الأساسية مثل (( التشبيهات - المجاز المرسل - التقديم والتأخير )) **

** التشبيه : يتكون من جزءين .. المشبه والمشبه به ! مثال بسيط (( الجندى أسد )) لدينا هنا كلمة الجندى وهو المشبه وأسد وهو المشبه به .. (( شبه الجندى بالأسد .. دلالة على الشجاعة والإقدام )) .. سر جماله توضيح الفكرة برسم صورة لها ....... **

** هناك أنواع أخرى من التشبيه مثل (( الجندى كالأسد )) وهذا أضعف من النوع السابق وهو البليغ **

** الاستعارة المكنية : ومن دون تعقيد لأن شرحها يطول تتمثل فى المثال التالى (( الجندى فى المعركة يزأر )) .. شبه الجندى بالأسد وحذف الأسد وأتى بصفة من صفاته وهى الزئير ! .. فى الاستعارة المكنية نحذف المشبه به ونبقى على المشبه **

** الاستعارة التصريحية : عكس المكنية حيث أننا نحذف المشبه ونبقى على المشبه به مثل (( أسد ينطلق بين الجنود )) حيث شبه الجندى بالأسد وحذف الجندى وهو (( المشبه )) وأتى بصفة من صفاته وهى الإنطلاق على سبيل استعارة تصريحية .... سر جمال الاستعارات واحد من ثلاثة : التجسيم - التوضيح - التشخيص **

** المجاز : هو أن تعبر عن شئ بمحله .. مثل (( الدنيا تمطر )) ! من التى تمطر ؟! إنها السماء لذا هذا مجاز مرسل علاقتة الكلية .. هناك أنواع أخرى مثل المحلية - السببية - الحالية .. لكننا نكتفى بهذا الآن **

** الكناية : تفهم من سياق الجملة مثل **

:: قفى قبل التفرق ياظعينا :: نخبرك اليقين وتخبرينا ::

:: قفى نسألك هل أحدثت صرماً :: لوشك البين أم خنت الأمينا ::

** يعبر هنا الشاعر عن الأسى والحزن لفراق حبيبته .. (( الظعينا )) هى المرأة المسافرة فى الهودج والهودج هو ذاك الستار الذى يسدل على المرأة المسافرة ويحمل على الجمل .. وهنا يجدر بنا أن نقول بأنه هناك (( كناية عن الأسى والحزن )) وسر جمال الكناية هو الاتيان بالمعنى مصحوباً بالدليل عليه فى إيجاز وتوضيح **
__________________

وسلامتكــم

مشكووووووووور ويعطيك العافيه اخى وساااام

تقبل مرورى

عاشق فلسطين